













الجيش الوطني

يمثل الجيش الوطني في محور تعز نموذجًا متقدّمًا للقيادة الواعية الأكثر إدراكًا بخطورة الحصار المفروض عليه، إدراكًا يتجاوز مجرد معرفة تفاصيله، إلى فهم أسبابه وأهدافه، وإلى إدراك أن استهداف الجيش في قوته ومعيشة أفراده لا يقل خطورة عن استهدافه في ميدان القتال.

تعز المحاصرة منذ عقد. ثلاثون جبهة على أطرافها، جيش يقاوم بلا رواتب، بلا تسليح، بلا تغطية، ومحافظ يجلس في مكتبه كموظف بارد يتعامل مع الدماء والجبهات كأرقام في دفتر بيروقراطي.

مدينة كتعز ظلت واقفة في حنجرة الكهنوت، عصية على الانحناء، صامدة في ردع كل الدسائس والأحقاد طيلة عقد، لن تجهل مؤامرة إضعافها من الداخل، وتآكلها ذاتياً، وإغراقها بمظاهر التشوه وانحراف بوصلتها الوطنية

أخرجت تعز أعظم ما لديها من الولاء للدولة اليمنية ولرأس سلطتها الذي ينتمي إلى هذه المحافظة باعتبارها مسقط رأسه، عبر طوابير طويلة من المستقبلين، في مشهد لم تعشه تعز منذ وقت طويل.